ما هي الغدة التي تفرز هرمون الأنسولين؟ ودورها الحيوي في الجسم

 عند الحديث عن تنظيم مستويات السكر في الدم، يتبادر إلى الأذهان مباشرةً هرمون الأنسولين. ولكن، ما هي الغدة المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون الحيوي؟ الإجابة هي البنكرياس. هذه الغدة الصغيرة، التي تقع خلف المعدة، تلعب دورًا محوريًا في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون، وذلك بشكل أساسي عبر إفراز الأنسولين.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتساءل البعض عن إمكانية علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة، وهو موضوع يشغل بال الكثيرين. لحسن الحظ، هناك خيارات علاجية غير جراحية متاحة لتضخم الغدة الدرقية، تعتمد على سبب التضخم وحالة المريض. وفي سياق الغدد الصماء، يثار سؤال آخر مهم وهو كم يستغرق علاج التهاب الغدة الدرقية؟، حيث تختلف مدة العلاج بناءً على نوع الالتهاب وشدته.

في هذا المقال، سنتعمق في وظيفة البنكرياس ودوره في إفراز الأنسولين، وأهمية هذا الهرمون للجسم.

البنكرياس: مركز إفراز الأنسولين

البنكرياس هو عضو يبلغ طوله حوالي 15-20 سم، ويقع في الجزء العلوي من البطن، خلف المعدة. يتميز البنكرياس بوظيفتين رئيسيتين:

• وظيفة خارجية الإفراز: إنتاج الإنزيمات الهاضمة التي تساعد في تكسير الطعام في الأمعاء الدقيقة.

• وظيفة داخلية الإفراز: إفراز الهرمونات مباشرة إلى مجرى الدم، وأهمها الأنسولين والجلوكاجون، اللذان يلعبان دورًا حاسمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم.

توجد في البنكرياس مناطق متخصصة تسمى جزر لانجرهانز، وهي المسؤولة عن إنتاج الهرمونات. تحتوي هذه الجزر على أنواع مختلفة من الخلايا، أهمها خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين، وخلايا ألفا التي تفرز الجلوكاجون.

هرمون الأنسولين: مفتاح دخول الجلوكوز إلى الخلايا

يُعد الأنسولين هرمونًا ببتيديًا يلعب دورًا حيويًا في تنظيم مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم. بعد تناول الطعام، ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم، مما يحفز خلايا بيتا في البنكرياس على إفراز الأنسولين. يقوم الأنسولين بعدة وظائف مهمة:

• تسهيل دخول الجلوكوز إلى الخلايا: يعمل الأنسولين كمفتاح يفتح الأبواب أمام الجلوكوز لدخول خلايا الجسم المختلفة، حيث يتم استخدامه لإنتاج الطاقة أو تخزينه لاستخدامه لاحقًا.

• تحفيز تخزين الجلوكوز: في الكبد والعضلات، يحفز الأنسولين تحويل الجلوكوز إلى جليكوجين لتخزينه.

• تثبيط إنتاج الجلوكوز في الكبد: يقلل الأنسولين من إنتاج الجلوكوز في الكبد، مما يساهم في خفض مستويات السكر في الدم.

• تعزيز تخزين الدهون: يعزز الأنسولين تحويل الجلوكوز الزائد إلى دهون وتخزينها في الأنسجة الدهنية.

عندما تنخفض مستويات السكر في الدم، ينخفض إفراز الأنسولين، ويبدأ هرمون آخر يفرزه البنكرياس، وهو الجلوكاجون، في العمل لرفع مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز الكبد على إطلاق الجلوكوز المخزن.

أهمية الأنسولين لصحة الجسم

يعد الأنسولين ضروريًا للحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم. أي خلل في إنتاج الأنسولين أو في قدرة الجسم على استخدامه بشكل فعال يمكن أن يؤدي إلى حالات صحية خطيرة، مثل مرض السكري.

• داء السكري من النوع الأول: يحدث نتيجة لتدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يؤدي إلى نقص كامل في إفراز الأنسولين.

• داء السكري من النوع الثاني: يحدث عندما يصبح الجسم مقاومًا لتأثير الأنسولين، وقد يصاحب ذلك نقص نسبي في إفراز الأنسولين.

في الختام، فإن الغدة التي تفرز هرمون الأنسولين هي البنكرياس. هذا الهرمون يلعب دورًا لا غنى عنه في تنظيم مستويات السكر في الدم وضمان حصول خلايا الجسم على الطاقة اللازمة لأداء وظائفها. فهم وظيفة البنكرياس والأنسولين ضروري للحفاظ على صحة جيدة والوقاية من مضاعفات اضطرابات التمثيل الغذائي.